انبـــــــذوا الأوهــــــــــام وهبـّــــــــوا للنضــــــــــال!
في الوقت الذي كانت الامبريالية العالمية تتخبط في وحل أزمتها الهيكلية الخانقة، في الوقت الذي كانت الامبريالية تتخبط في مستنقع حروبها العدوانية النهَّابة ضد شعوب وأمم العالم المضطهــَدة ... المارد الجماهيري العربي الجبار يهزّ إحدى حصون العمالة، يدكّ بعض أذناب الامبريالية ومرتزقتها داخل أرضنا العربية ... تونس. في تونس اليوم تقف الجماهير الكادحة من جديدة على حقيقة عظمتها ... حقيقة القوة الكامنة في شلالات الدم الفوار، حقيقة بأسها، حقيقة صلابة ينهل الفولاذ منها الصفة والرمز.
جماهير الكادحين، عمال فلاحين طلبة ومعطلين تنزل للشوارع، عارية الصدر، رافعة القبضة والصوت : لا للظلم لا للقهر لا للاستعباد .. ترفع الهتاف : "إبــن العامل والفلاح أقوى منك يا سفاح ! ".
هبَّت جماهيرنا العربية الباسلة في تونس لتعانق صدى الصيحات المدوية لأبطال المقاومة في لبنان والعراق، لتعانق أطفال انتفاضة فلسطيننا السليبة، كيف لا وقد كانوا الملهم والمثل، علمتنا أناملهم كيف نجعل من الحجر شقيقا أصغر للرصاص، كيف نجعل من الإطارات والصخر الحاجز والمتراس .. من زيت القناديل قنابل نار، كيف يؤشر الصوت الهادر لرسم طريق الخلاص، المجد لك يا شعباً يجعل من نار دم الشهداء الوقاد شعلة لا تطفئها رياح الردة والخيانة والاستعباد.
إن التناقض الرئيسي الذي يشق العالم ـ التناقض بين جموع وشعوب وأمم العالم المضطهـــَدة من جهة والامبريالية وأعوانها من الجهة الأخرى يشتد احتدامه.
لقد عرّت الهبَّة الشعبية في تونســـــنا العربية الحبيبة وهَــنُ مصَّاصي دماء الكادحين، أظهرت شدة الذهول الذي أصاب الامبرياليين وأعوانهم من كمبرادوريين واقطاع الذي لاح في فقدهم زمام المبادرة، ذهولهم، ترنحهم أمام انتفاضة جماهيرية شعبية عفـــــــوية يمتد صداها وتفاعلاتها إلى مشارق ومغارب وطننا العربي لتعبر عن احتدام التناقضات التي تشق أمتنا العربية، كإحدى البلدان المستعمَرة والشبه مستعمَرة، وفي طليعتها التناقض بين جماهير الشعب المضطهَدة وبين الامبريالية.
اليوم نقف في خضم هذه الأحداث لنؤكد من جديد وبوضوح أن الامبريالية العالمية، وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية، تغرق في بحر الثورات التي تنتشر لتعم جميع أرجاء الأرض، إن الامبريالية ومهما جيشت من أساطيل وبطش وحروب عدوانية وتحريك لعصابات الثورة المضادة لا يمكنها أن تغيّـــب الحقيقــة التــــالية : كـل الامبرياليين نمور من ورق!
إن الامبرياليين اليوم يتصارخون ويردّدون: "كل شيء يتحقق من خلال الديمقراطية" - "العنف لا يحل شيء، لا يبني، وحده الحوار والسلم حلاَّل المشاكل" "خذوا حرية ً، جرائدَ .. أحزابَ شرعيَّة، برلمان، وزارة، منصب ومنابر .. خذوها ... خذوها ... فقط، فقط رصاصك لا تصوّب .. لا تطوي على البندقية شغافك .. طريق الثورة لا تعبِّد .. درب حرب الشعب طويلة الأمد لا تسلك ... كـُـنْ .. كلَّ شيء كـُـنْ .. قـُلْ أي شيء قـُلْ عدا أن تصدح : من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية"
هو الوهم يقدم للكادحين .. الوهم لسلب المضطهـَدين أهم ما أظهرته لهم الأحداث من عناصر قوَّتهم ... قوة البركان الثوري الكامن فيهم والذي يجب أن يحرَّر من عقاله من أجل التحرر الوطني الفعلي، من أجل الانعتاق الحقيقي، من أجل سلطة الديمقراطية الشعبية الحقيقية سلطة كل الطبقات الثورية والمضطـَهـــَدة .. يا جماهيرنا العربية الأبية يا عمالنا يا فلاحين يا بؤساء يا فقراء .. هذه الأنظمة بالصمغ الامبريالي باقية .. فلنصوِّب نار العنف الثوري نحوها فبدونه لن يتغير منها سوى الأغلفة.
إن عفوية هذه الهـَبَّة الجماهيرية، بالقدر الذي تظهر القوة الثورية الكامنة لدى الجماهير الكادحة، تؤشر وتنبه إلى خطورة أن يغيب الخط الثوري السديد، الخط البرولتاري القويم، الخط الماركسي اللينيني الماوي – الماوي الصميم، أن تغيب هيئة الأركان الثورية عن قيادة وتعبئة وتوجيه وتقدم الصفوف الهادرة لحمايتها من كل الرؤى الاصلاحية والرجعية البائسة، خطورة أن توضع الهضاب إمام الجبال، خطورة أن تغيّب وتضيع الاستراتيجية والتكتيك الثوريين بين الأوهام الاصلاحوية والبرلمانية والتغييرات الفوقية .. لن تكون ألف جريدة "شرعية" بأقدر وقعا وأثرا على استنهاض الجموع من صوت يعاند ضجيج المَكـَـنْ، من صوت يعلو من بين دخان المصانع من بين حشود المضربين، لن يحمي الثوار غير بحر المعدمين، لن يضمِّد الجرح عدى قبضات فلاح تشق الأرض لنهر الثورة الجارف، لن يضاهي أي عزف تغريد رشاش بين قبضات مقاتل من بواسل حرب الشعب المنشودة، بلا هَــدَْم قديم لن نبي الجديد، بلا هَــدَْم قديم لن .. لن نبي الجديد، لن يضيء عتمة الليالي عدى بزوغ شمسنا الحمراء الموعودة.
وأمام انتفاضة شعبنا في تونس لا يمكننا إلاَّ أن نستحضر قول معلمي البروليتاريا. لينين يقول معرفا الثورة : "..هي دون شــك تسلـط ما بعده تسلـط؛ الثــورة هي عمــل يفــرض به قســم مـن السكــان إرادتــه على القســم الآخــر بالبنــادق، بالحراب، بالمدافع، أي بوسائل لا يعلو سلطانها سلطان" ويقول الرفيق ماو تسي تونغ: ״المهمة المركزية والشكل الأرقى للثورة هو الاستيلاء على السلطة عن طريق النضال المسلح، انه حل المسألة بالحرب. ״
إن طريق "التحولات السلمية"، "البرلمانية" و"المخملية" لا يمكنها مطلقا أن تخدم مصالح الجماهير الكادحة، إنها الغطاء لتواصل الهيمنة الامبريالية على بلدنا، إنها الغطاء لتواصل تجزئة وشرذمة أمتنا وغطاء لكافة أعوانه وأدواته من كمبرادور واقطاع وعصابات صهيونية. إن درب الشعب، درب الجماهير المستعبـَدة طريق آخر. دربك يا شعبي .. طريق ثورتك هو طريق حرب الشعب. إنه وحده الطريق الديمقراطي الحقيقي لوضع الحد لكل استعباد .. لكل اضطهاد، لوضع الحد لجوع البؤساء والمسحوقين، لاستعادة ووحدة أرضنا السليبة من بين أيدي المغتصبين.
إن ما يسمونه "تحولات سلمية .. برلمانية" لن تكون سوى تجديد للأنفاس .. أنفاس مصّاصي دماءك يا شعب العزة والإباء. سيعيدون عبرها عرض نفس المسرحيات البالية .. إنتاج نفس السلطة المتهاوية، لن تكون سوى تعديل في الأدوار .. إعادة توزيع للأوراق فيما بين أعدائك .. فيما بين قتلتك .. فيما بين مضطهديك يا شعب .. في ما بين مطاردي نور فجرك الأتي من بعيد.
مطلب الجماهير تغيير، تغيير جذري حقيقي أصيل، هي السلطة الجديدة الشعبية الهوى التي نريد، سلطة بلا مصّاصي دماء يعيشون اليوم كالطفيليات تقتات من قيح جرحنا .. ترتوي من دمع أطفالنا وثكلانا .. من نهش أجساد معتقلينا وقتلانا. إن ما الجماهير بحاجة إليه هو أن تحيى كبشر أحرار كرام أباة لا كالعبيد.
وطنك يا شعبي، يا مضطهَــدين يزخر بالخيرات، لكنك مستثنى من حتى الفتات .. أكواخ القش وأحياء القصدير لحلمك مبيت .. ثمرة جهدك ثمرة عرقك أنت عنها البعيد .. نُسْحَقُ في المصانع في المعامل في الحقول وفي الساحات.. إسْحَقْ من يساوم على غدك الجديد، على فجرك الوليد .. انهض .. قـُمْ، قـُمْ وقاوم .. أزح .. أزح من دربك من يجهرون بوهم "حل سلمي" عقيم.
يعج الوطن بجحافل الفلاحين المعدمين .. عماد فيالق حرب الشعب التي تلوح من بعيد .. يسامون من القهر ألوانا، من العذابات أصنافا .. الأرض التي يفلحون .. عبق الزرع الذي يغرسون ... من خيرها محرومون. أبناؤك يا وطني ... آلاف الطلاب، تلاميذ، مثقفون ومعطلون هُمُ للبحر .. للنار .. لذل الغربة يدفعون. صغار الصنائع والتجار والحرفيون غول الاحتكارات الغربية أنهكهم، حرمهم سوقهم وخيراتهم .. الاحتكارات الامبريالية تسحقهم.
يا رفاق، يا عمال، يا طلاب ويا فلاحين
إن المستسلمين لا يصنعون التاريخ .. عرُّوا كل أفـَّـاق لعين لا يرى من الألوان إلا أبيضها، عرُّوا كل متآمر على ثورتكم، عرُّوا كل من يرفع راية ليسقط أحْمَرَ الرايات ليسقط مطرقتك منجلك نجمك نجم كل الهبّات.
يا رفاق، هبوا لبناء صانع الفجر الأكيد .. دمكم يا رفاق لهذا الهدف المجيد .. لوِّنوا به كل الرّايات ... فلترفع القبضات .. وليعلو الهتاف ولننبذ الأوهام ولنهب للنضال من أجل بناء الحزب البروليتاري – الحزب الشيوعي العربي الماركسي اللينيني الماوي العتيد .. لترفع البنادق .. لترفع الرايات ولنفتح الطريق لحرب الشعب طريقنا الوحيد للخلاص.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !
عاشت الماركسية اللينينية الماوية !
إلى الأمام من أجل بناء الحزب الشيوعي العربي – حزب ماركسي لينيني ماوي !
فلتفتح انتفاضات شعبنا العربي الطريق لحرب الشعب العربية طويلة الأمد !
ماويون عرب
تونس في 16 / 01 / 2011
No comments:
Post a Comment